الحكاية وما فيها، إننا بعد 30 يونيو أخدنا كتف قانوني رمانا بره المشهد تماماً، مع إننا -علي عكس أكاذيب الإخوان- احنا اللي دعينا ونظمنا وحشدنا ل30-6، وورقة تمرد -بكل الاعتراضات والشبهات اللي عليها- لم تكن لتلقي هذا التجاوب الشعبي القوي لولا وجود حالة احتقان حقيقية في الشارع ضد نظام الإخوان المسلمين وممارستهم! لا الشئون المعنوية ولا إعلام CBC و صدي البلد والفراعين يقدروا يجمعوا التوقيعات دي كلها ولا حتي يقدروا ينزلوا الملايين دي في الشارع واللي قدرتها وكالات الأنباء الغربية بما لا يقل عن 20 مليون. رحيل الإخوان عن السلطة كان استحقاق ثوري لا جدال فيه.
إنما المشكلة ظهرت تحديداً بعد 3-يوليو، لما إنجازنا الثوري اتسرق من شلة رأس المال والجنرالات، لإننا زي كل مرة -وربنا يقطعها لنا العادة دي- بننزل الشارع واحنا غير منظمين! بنعمل ثورة بدون تنظيم ثوري! بنعمل انجاز ثوري بيسهل الانقضاض عليه وسرقته من خلال المؤسسة الوحيدة المؤهلة للاضطلاع بذلك في الدول النامية "المؤسسة العسكرية"! وكأنه كلاكيت تاني مرة لـ11 فبراير! الفرق الوحيد إن في 11 فبراير كان شريك الجنرالات هم عصابة حسن البنا، إنما في 3 يوليو كانت عصابة رأس المال هي الشريك.
بعد 11 شهر من الصراع الظاهري بين "الأخوان" و"العسكر" واللي حتماً بيتم استغلاله بشكل مثالي في مصلحة الطرف الثاني وتجنيب "الثورة" من المعادلة تماماً، مع استمرار الحرب المعنوية علي الثورة ورموزها، حاولت كتير من الكيانات انها ترجعنا للمشهد في ظل خضم الصراع الظاهري بين فريقي الثورة المضادة. إلا إنها محاولات رغم ما غلب عليها من عفوية ونقاء ثوري إلا إنها جديرة بالاحترام.
أما عن تجربة خوض الانتخابات الرئاسية ضد مرشح الثورة المضادة "دولة الجنرال"، التي اتت من جانب الرفيق والمناضل / حمدين صباحي، فهي المحاولة الأقوي والأنجح لإعادة الثورة إلي المعركة، لتكون المعادلة كما يجب أن تكون بين الثورة والدولة العميقة.
كون الأخوان حالياً مازلوا مصممين علي التواجد في المشهد وتحويل المعركة إلي "العسكر ضد الاخوان" تاني، ودا بطبيعة الحال مش بيخدم غير المصالح العليا لجناب الجنرال، فمعنديش تبرير له غير مبرر من اتنين، إما إن غبائهم السياسي وتكالبهم علي السلطة بيخليهم يخدموا مصالح العسكر علي حساب الثورة! أو إن برجماتيتهم وميكافيليتهم المعهودة سمحت لهم بتستيف الورق والتصالح مع الجنرالات من أجل استمرار معركة ليست بمعركة، معركة وهمية لا تصب إلا في مصلحة الثورة المضادة! وكلا الاحتمالين بالنسبة لي واردين بقوة.
