اخونة الدولة .. +18

"اخونة الدولة" .. هو ذاك المصطلح الافعواني العجيب المريب اللي طلعلنا به مرضي الاسلاموفوبيا لوصف محاولات الجماعة للسيطرة علي مفاصل الدولة ( حلوة مفاصل دي ) .. المهم يا محترم , اول حاجة ممكن تخطر في بالك لما تسمع الاسم دا , ان جماعة المرشد المصري هتحاكي نظيرتها الايرانية في تأسيس دولة الخلافة السنية علي غرار دولة ولاية الفقيه الشيعية اللي هي بين قوسين ثيوقراطية برضة , و ان اختلفت الاساليب فالغاية واحدة !

لـكـن الحقيقة , هي ان الاخونة المزعومة تختلف اختلاف كلي و ليس جزئي فقط عن ايدولوجية "آيه الله الخميني" مؤسس دولة ولاية الفقيه , فالخميني و ان استعان بشباب بني علمان و بني ليبرال و بني شيوع لتحقيق حلمه في اسقاط دولة الشاه الفاشي الفارسي , و بعد كدا فقعهم جلاشة "الثورة تأكل ابنائها" ,, و علقهم علي المشانق , كذلك فعلت جماعتنا المصرية  بشباب الثورة بتاع شقة العجوزة !

و بعيدا عن اوجه الشبه بين المسلسلين , فما تزال الحقيقة تقول ان الاختلاف ليس في الاسلوب انما في الغاية !

الخميني كان بيحلم بتأسيس دولة المهدي المنتظر مترامية الاطراف , كان بيحلم بالسيادة العالمية , لكن البنا و من بعده الهضيبي و قطب وصولا لبديع و الشاطر لم و لن يفكروا سوي في العروبة و الاتحادية و قصر التين ,, مهما ادعوا من شعارات و خلافه

حلم جماعتنا مش بس اصغر بكتير من حلم الخميني , لكن  كمان مبدأها في السيادة ,, فالفقيه الشيعي يسود و لا يساد , انما مرشدنا المصري يُركب من الكبير فقط ! و دا اللي يمكن يفسرلنا اختلاف السياسيات الامريكية خاصة و الغربية عامة من الدولتين !

من الاخر , لو الاخوان كانوا يخططون فعلياً لامبريالية اخوانية عالمية , لفعلت الولايات المتحدة المستحيل لافشال المشروع الاخواني و بحثت عن حلفاء اخر من المعارضة و بالضغط علي المجلس العسكري كانت مهدت لهم السبيل لقصر الرئاسة

نستنج من كل دا ان "اخونة الدولة" ما هي الا ( خولنة الدولة ) لكن بغطاء اخواني ! بمعني اوضح , ان الاخوان لم و لن يغيروا من دولة مبارك سوي شئ واحد وحيد اوحد فقط الا و هو ( الوشوش ) ,, بدل محمد حسني مبارك , محمد مرسي العياط .. بدل زكريا عزمي , رفاعة الطهطاوي .. بدل عبدالمجيد محمود , طلعت ابراهيم .. بدل احمد عز و جرانة و رشيد و غالي , عندنا الشاطر و الحداد و مؤمن و ابو هشيمة .. فالسياسات الرأسمالية كما هي , ناهيك عن العقلية الامنية المستنسخة , الفساد و الاختلاس كما هما , موالاة المعسكر الامبريالي الغربي كما هي , كل شئ كما هو بس طلعله دقن

الجماعة لن تدخل في حرب مع الدولة العميقة لكنها ستستميت في احلالها وديا ( و يكش يولع الشعب ) .. الجماعة لن تنظر الي القصاص من رؤوس النظام البائد , بقدر ما ستنظر الي كيفية تحقيق اكبر قدر ممكن من الاستفادة الشخصية مادياً و معنوياً باستغلال وضعية "لي الذراع" الممارسة شعبيا ضد الفلول و الاستقطاب الثوري ضد النظام السابق

الكلمة الاخيرة في هذا المقال هي للخال الابنودي " احنا مطردناش مبارك , و لا حطيناه في السجن , بص في الجورنال , مبارك هو هو , بس طلعله دقن "