حوار مع فريق ايجي ليونز فاميلي
هذا الحوار قمت بإجرائه مع فريق "ايجي ليونز فاميلي" بتاريخ 20-3-2013 وتم نشره لاحقاً بـجريدة المواطن
“الفن المستقل” او كما يطلق عليه فن الاندر جراوند .. هو ذلك اللون من الفن الشبابي الغير ممول المتحرر من قيود الرقابة الخانقة , فنانوه اعمارهم تتراوح ربما من الـ15 حتي الـ30 سنة , و هي نفس الفئة العمرية التي عانت كما عانينا قيود و فساد النظام البوليسي السابق و ممارساته القمعية المقيتة و كان يعول الفساد حتي صح تعبير الفنان الراحل “احمد زكي” انه لقد نخر السوس اعمدة الدولة , و من ثم ثار هذا الجيل حتي دفع بعضهم مهر الحرية من روحه الزكية و دمه الطاهر ليستحيل الحلم حقيقة و لكن سرعان ما أتت الغربان لتجعل هذة الحقيقة واقعاً مريراً تستمر فيه نفس الخروقات و الانتهاكات الامنية السابقة و لكن بصورة افظع و ابشع و بنفس العقلية المريضة التي لم تحاول حتي تعلم الدرس القديم , و سلاحها في ذلك الي جانب العنف البدني و النفسي هو التشويه الاعلامي الممنهج من خلال رقابته الوثيقة علي الآله الاعلامية بصفة عامة و اعلامه الرسمي بصفة خاصة , فلم يكن بيد هذا الشباب النقي بداً من ان يوصل فكرته بالفن , معتمداً في هذا بعد الله علي مواهبه الفطرية التي حباها له العزيز المقتدر , سواء من رسم جداريات و جرافيتي او غناء ثوري مستقل او تنظيم معارض ثقافية ثورية في شوارع و ميادين المحروسة و الي اخره من هذة الصورة المشرفة المجسدة للنضال الثوري الموازي لهذا الجيل
لقاءنا اليوم كان مع اول فرق الاندرجراوند التي غنت في الميدان عقب جمعة التنحي مباشرة , الا و هي فرقة “ ايجي ليونز فاميلي “ و من خلال حوارنا معهم نقدم لك عزيزي القارئ صورة مصغرة و دسمة عن ثقافة و نضال هذة الشريحة العريضة من الشباب النقي الهادف
* التعريف باعضاء الفريق الخمسة ؟
احمد حجازي , الشهير بـ”حجازي” , 21 سنة , طالب بالفرقة الرابعة كلية حقوق انجليزي طنطا , و هو احد المؤسسين الثلاثة للفريق .. عمر انسي , الشهير بـ” بيج انسي” , 21 سنة , طالب بالفرقة الرابعة كلية تجارة طنطا , و هو المؤسس الثاني للفريق .. عبد الرحمن حماد , الشهير بـ”بيدو” , 24 سنة , مؤمن جدا بالفكرة الاشتراكية الثورية و طالب بكلية ادارة اعمال .. محمد عادل , الشهير بـ”دكتور دي” , 20 سنة طالب بالفرقة الثالثة كلية تجارة انجليزي طنطا .. و الاخير هو محمود الشوجري , الشهير بـ”دوجاري” 21 سنة طالب بكلية الهندسة جامعة شبين
* متي و كيف بدأ الفريق ؟ و ما سبب التسمية ؟
الفريق بدأ في 2006 من ثلاث مؤسسين فقط هم ( حجازي و انسي و باسم توفيق ) و سرعان ما انضم اليهم اربعة اخرين هم ( دكتور دي و بيدو و دوجاري و وائل ) .. و بعد فترة قصيرة انفصل عنه ( باسم و وائل ) ليتبقي الكيان الحالي للفريق منذ 5 سنين و حتي الآن .. بدأ الفريق في تقديم اغاني تنافسية في فن الراب ليضارب بها الفرق التي كانت مطروحة علي ساحة الاندرجراوند آنذاك , خاصة الفرق التي استوردت فن “الراب” كعلب اغذية محفوظة مغلقة من الغرب , دون بذل اي محاولة لتعديل الشكل او المضمون لاضفاء الهوية الشرقية عامة او المصرية خاصة علي هذا الفن لتطويعه علي النحو الضروري لخدمة الشارع و المجتمع المصري .. و ظل الفريق في هذا الطريق من التنافس لتوصيل رسالته التي كانت تتلخص في ضرورة تطويع فن الراب الغربي لخدمة قضايا المجتمع العربي و المصري ليصبح اكثر وصولا للناس خاصة ان اغلب فناني هذا اللون من الغناء هم من الشباب الغير ممول ماديا او مشهور اعلامياً لذلك لا يمكن ان يصبح رأي الشارع بالنسبة له ثانويا , فهو نشا في الشارع و يجب ان يصل الي الشارع لانه في الاساس قام - من وجهة نظر الفريق - لخدمة قضايا الشارع
و من هنا جاءت تسمية الفريق بـ” ايجي ليونز فاميلي “ للتأكيد علي الطابع المصري الاصيل للفريق و رسالته و ان الفريق لديه رسالة يجب ان تصل بقوة و شجاعة الاسد مهما كانت المعوقات و الصعوبات لان قضيتهم التي يؤمنون بها لا شك لديهم في صحتها او نبلها , و عن كلمة “فاميلي” فالمفاجأة هي ان المقصود بها هو كل متابعي و محبي الفريق بداية من الشاب الذي وقف في حفلة و سمع الفريق و اثر فيه و صفق له وسط الجمهور , حتي الشاب الذي يتابع كل جديد للفريق عن كثب و يعتبر بمثابة “اولتراس” للـ”ايجي ليونز” .. فكل جمهور الشارع الذي يخدم قضاياه هذا الفريق , هو عائلة الفريق
و بخصوص تسمية الفريق باللغة الانجليزية , رغم رسالته الواضحة التي تبناها منذ نشأته , يرد “حجازي” قائلاً : ان الفريق يعتبر من اقدم فرق الراب في مصر , و ظهر في الفترة التي كانت كل هذة الفرق تحمل اسماء انجليزية , فلم يكن هناك بدأ من التسمية باللغة الانجليزية و لكن في الوقت ذاته ضرورة التأكيد علي رسالة الفريق
* ما هي اهم اعمال الفريق ؟
اعمال الفريق في مجملها هي رسائل محددة تستهدف طبقات و شرائح بعينها في الشارع بنسب متفاوتة , سواء كانت هذة الاعمال قبل او بعد الثورة .. فكانت اول اعمال الفريق في 2006 هي اغنية “ خده علي نفسك “ التي تتحدث عن محاولات مغنيي الراب في مصر التقليد الاعمي لمنشئي الفن الاصليين في الغرب في تجاهل تام لاضفاء الطابع الثقافي الخاص لتطويع الفن لخدمة الشارع , فاغلب هؤلاء الرابرز الموجودين يحاولون اثبات انهم الافضل في التقليد لا في الابتكار .. و من ثم تلتها بعض الاغاني في هذا الصدد تحمل الرسالة شديدة اللهجة مثل “معادلة كيميائية” و “لا تسمع التراك” .. حتي اتجه الفريق للنقد السياسي الساخر القائم علي وصف الاحوال الاقتصادية و الاجتماعية التي يعاني منها الشارع بسبب فساد و استبداد النظام الحاكم و اعوانه , و كانت اولي هذة المحاولات الجريئة في 2009 حينما غنوا اغنية “ناس و ناس” , التي تقول في احدي مقاطعها ( ناس و ناس , ناس من العز بتستلذ , و ناس من المر بتاخد كاس , ناس تتداس , و ناس عندها توقف ممنوع المساس ) , و كانت رسالة الفريق من خلال هذة الاغنية هو تسليط الضوء علي الطبقية اللعينة التي عشناها طيلة العقود المنصرمة , فهنالك طبقة يستحيل التحدث عنها او الاقتراب منها او مسائلتها عمل تفعل , و طبقة اخري يتم تجاهلها تماما لما تعانيه من ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة فهؤلاء ينقبون القمامة عن قوتهم و الاخرين يأتيهم الطعام المستورد يومياً ! و من ثم تلتها بعض الاغاني علي هذا النوع الناقد لسياسات النظام و و ممارساته و المشاكل التي يعاني منها المجتمع مثل اغنية “ام الدنيا” و اغنية “هجرة غير شرعية” و غيرهما , و ايضاً لم يغفل الفريق عن مناقشة بعض المشكلات الاجتماعية المترسبة ذات الابعاد الفكرية سواء الفلسفية او الدينية و علي رأسها مشكلة الطائفية و التطرف الديني و من هنا جاءت فكرة اغنية”ارهابي” , التي تقول في احد مقاطعها ( شيخ المنصر راح له قال له , حقك معانا مردود بإذنه , جهادك معانا هيشفي غليلك غير إنه , كله بثوابه , طاقة القدر اتفتحت لك , قدرك فتح ابوابه ) , و رسالة هذة الاغنية تعالج الاسباب و العوامل الاجتماعية و الاقتصادية التي تفرز لنا الكادر المتطرف دينياً الذي لا يضني مجهوداً لارتكاب اشنع الجرائم المخالفة للاعراف الانسانية و القيم الاخلاقية و حتي الثوابت الدينية توهماً منه ان هذة الجرائم تخدم رسالة الدين ..
حتي جاءت الثورة المجيدة التي شارك اعضاء الفريق فيها كمتظاهرين و فنانين ايضاً فكتبوا اولي اغانيهم الثورية في الميدان و تم تلحينها و غنائها لاول مرة امام الجمهور فوق منصة الميدان يوم السبت 12 فبراير 2011 , و كانت الاغنية بعنوان “احنا الثورة” التي تناولت باسلوب ساخر الاتهامات الاعلامية التي ساقها النظام السابق الي رجل الشارع لتشويه صورة الشباب الثوري من عمالة لصالح اجندات خارجية و تلقي تمويل في صورة وجبات كنتاكي و 100 جنية و شريط ترامادول يومياً و الخ من تلك الاتهامات البائسة المثيرة للشفقة علي عقول مسوقيها و مصدقيها اكثر من الضحك عليهم ! و تلتها بعض الاغاني الثورية الموثقة لبعض احداث الثورة الهامة مثل “تحرير شو” التي تناولت مواقف طبقات و فئات المجتمع المختلفة من الثورة و سلطت الضوء بالاخص علي شريحة المسئولين بالدولة اصحاب المواقف المتضاربة لهثاً وراء مصالحهم الشخصية الضيقة !
لنأتي الي الاغاني المناهضة لممارسات المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية , لتظهر اغنية “انا بلطجي” التي جاءت كرد فعل علي احداث محمد محمود 2 او كما هو متعارف عليها ( احداث حرق المجمع العلمي ) التي اعقبت احداث مجزرة بورسعيد , و كانت رسالة الفريق فيها موجهة في المقام الاول للاعلام الذي يصور الشباب الثوري المطالب بحقوقه علي انهم بلطجية مأجورين , و كأنهم يقولون “اذا كان الاعلام يعتبرنا بلطجية لأننا نطالب بحقوقنا , إذن نحن بلطجية” ! و كان التركيز ايضا في هذة الاغنية علي قضية “محمد هاشم” المتهم من قبل المجلس العسكري آنذاك بتمويل البلطجية و تزويدهم بالخوذ و المولوتوف و الاسلحة النارية و البيضاء لمهاجمة و حرق المجمع العلمي !
و جاءت ايضا خلال هذة الفترة بعض الاعمال المصنفة تبع هذا القبيل الا و هو نقد و فضح المجلس العسكري , لتأتي اشد هذة الرسائل في لهجتها الموجهة في اغنية “مكملين” , التي تمت غنائها اكثر من مرة باكثر من توزيع للكلمات و الموسيقي , حتي جاءت النسخة الاخيرة و المسجلة لها , قبيل الانتخابات الرئاسية مباشرة لتندد بترشيح “احمد شفيق” في انتخابات رئاسة ما بعد الثورة و هو رئيس وزراء الرئيس المخلوع و هو رئيس حكومة موقعة الجمل الذي و ان لم يكن اصدر الامر بافتعالها ضد الثوار الا انه كان في موقع القيادة آنذاك و امامه الخيارات كلها مطروحة !
و تنوعت الاعمال فيما بعد و اخذ الفريق في التوجه نحو القضايا الاجتماعية الاكثر تجاوباً مع رجل الشارع , مثل اغنية “رمضاننا” التي رصدوا فيها بعض المواقف الطريفة التي حدثت لهم و تتكرر سنوياً في الشهر الكريم في الشارع المصري .. و اغنية “دقة جديدة” التي تحض الشباب علي نشر افكاره الي النور اياً كانت هذة الافكار غريبة او تبدو غير ذات اهمية في البداية من وجهة نظر البعض حتي اصحابها انفسهم ! لانها قد تكتسب الاهمية و القدر المستحق من الشهرة فيما بعد ! المهم ان تنشر فكرتك طالما مؤمن و مقتنع بها و ان تناضل في سبيلها ! .. و ايضاً اغنية “ غلطة مطبعية “ الساخرة التي انتقدت الشريحة المجتمعية التي تصدق الابراج اليومية بل و تحاول التكيف مع ما تقوله هذة الابراج حتي و ان كان خطأ او منافي تماماً للواقع !
و اخيرا و ليس اخراً غني الفريق , اغنية “رايح” في ذكري الاربعين لاطفال حادث قطار اسيوط , و كانت الرسالة انسانية اكثر منها سياسية موجهة للنظام الفاشل في الادارة و التطوير و لكنها ايضاً لم تغفل طرح عوامل هذة المأساة من فساد و اهمال شديدين في الدولة لا يتطرق اليهما النظام المتكالب علي السلطة حالياً !
* ما هي المشاريع المقبلة للفريق ؟
يجهز الفريق حالياً لتسجيل اغنية جديدة بعنوان “ملحد” ستطرح علي الصفحة الرسمية للفريق علي الـ”فيس بوك” خلال ايام , و هي اغنية تنتقد التيار السياسي الذي يتاجر بالدين لخدمة مصالحه السياسية البحتة و ما لذلك انعكاسات سلبية علي الشارع و صورة الدين امام الرأي العام سواء الداخلي او الخارجي ! و تتلخص رسالة الفريق في هذة الاغنية كما يقول “بيدو” في ( نحن ملحدين بهذا الدين الذي تدعون انكم ممثلين له و مطبقين لشريعته , لأننا ديننا الاسلامي الذي نؤمن به لا يحض علي العنف او القتل او السب و القذف او اهانة المرأة و التعدي علي الفتيات او اطلاق فتاوي التكفير و استباحة الدماء , انما هو دين الوسطية و التسامح و العفو الذي لا يعرف عقول تجار الدين طريقها اليه )
* بعض الحوادث التي واجهت الفريق من ناحية التضييق الامني ؟
طبعا الفريق عاني منذ نشأته كما عانت كل فرق و فنانين الاندر جراوند من التضييق و الملاحقة الامنية خلال العهد البائد و لن اوهمك اذا قلت لك و حتي الآن - هكذا افتتح انسي كلامه - لاجابة هذا السؤال .. و من اشهر الحوادث التي تعرض لها الفريق هما حادثتين , اولهما في حفلة بكلية العلوم جامعة شبين و كانت قبل الثورة , و اثناء اقامة الحفل اصر عميد الكلية و الحرس الجامعي علي انزال الفريق من علي الاستيج و حصلت بعض المشادات اللفظية و البدنية الغير شديدة , لكن الطلبة اصروا علي ان يكملوا الاستماع و الاستمتاع بالفريق و واجهوا العميد و الحرس و ارغموهم علي الخضوع لارادتهم و بالفعل استكمل الحفل بعد تعطل ساعة تقريباً
الحادثة الثانية و الاكثر اهمية و التي أكد اعضاء الفريق علي رغبتهم في توصيل ملابساتها الحقيقية للجمهور , في اكتوبر 2011 دعت احدي اسر كلية الصيدلة بجامعة المنصورة , الفريق للغناء في حفلة ثورية بالاشتراك مع بعض الفرق المستقلة كفريق “سلالم” , و كان من المقرر بدء الحفل الساعة 4 ! و لظروف ما سيتم الاشارة اليها لاحقاً تم بدء الحفل الساعة 6 مع تقليل مدة العرض و فصل بين الطلاب و الطالبات الحضور بحواجز حبلية لمنع اختلاط الجمهور من الجنسين ! ,, و بدأت المشاكل عندما كان الشيخ “حازم شومان” بالصدفة في المنصورة و علم بعقد حفلة غنائية في كلية الصيدلة , فلم يتواني في الحضور قبيل الحفلة بدقائق و اقسم علي ان يقيم الصلاة من المنصة و يمنع الحفل , و عندما واجهه الطلبة ذلك بالغضب الشديد , توجه الي مكتب العميد و اتفق معه علي تهديد الطلاب المحتجين بالفصل النهائي من الكلية و بالفعل اصدر بعض جوابات الفصل الصورية فوراً لبعض الطلبة المنظمين للحفل و علي رأسهم “شادي عصام” شقيق مطرب الثورة “رامي عصام” , و لكن هذا لم يثني الطلاب عن رغبتهم في عقد الحفل و الاستمتاه بهذا الفن الثوري المستقل , و بالفعل رضخ العميد و الشيخ حازم لرغبة الطلاب و بدأ الحفل متأخراً ساعتين -نتيجة هذة الاحداث- و لكن اشترط العميد ان يتم الفصل بين الجنسين في الجمهور و وافق الطلبة علي ذلك ! و للاسف خرج علينا الشيخ حازم فيما بعد في احدي تسجيلاته ليقول ان الطلبة هم من كانوا يرفضون الحفل و لذلك لم يتم عقد الحفل !
* رسالة من اعضاء الفريق لجمهور القراء ؟
يؤكد “بيدو” علي رغبتهم الشديدة في ان يلتفت جمهور الشباب الي ما يقدمونه و يمثلونه من لون فني يستحق المتابعة سواء علي مستوي المضمون او الايقاع الموسيقي فهم مجموعة شباب يقدم الفن بدون دعم مادي من احد و بدون حتي التفكير في تحقيق اغراض ربحية من وراء الفن , فايمانهم الاول و الاخير هو ان الفن رسالة , رسالة يجب ان تصل متحررة من قيود رأس المال الممول و كذلك مقص الرقابة المستخدمة كآله قمع و توجيه لخدمة مصالح النظام , ثم يستكمل “دوجاري” انهم يمثلون جزء صغير من ثقافة كبيرة و منتشرة في الشارع الآن , هذة الثقافة تعاني من التهميش الاعلامي الممنهج و المقصود احياناً و العفوي احياناً اخري , و من ثم فليس امامهم سوي ان يحصلوا علي ارضيتهم المطلوبة من الشارع سوي بالوصول المباشر للجمهور من خلال الحفلات و الاعلام الاجتماعي الحر المتمثل في شبكات التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و “تويتر” و “يوتيوب” .
و يري “دكتور دي” ان فن “الراب” برغم ما قد يحمله لدي الناس من تصورات و انطباعات سلبية سببتها مجموعات و افراد مارسوا هذا الفن كقالب مغلف مستورد من الغرب دون التعديل او الاضافة عليه او تطويعه مجتمعياً لتصدير رسالة هادفة من خلاله الي الشارع , الا انه لون فني يجب ان يجل علي مستوي الايقاع الموسيقي -علي الاقل- محل ثقافة المهرجانات الشعبية المبتذلة موسيقياً و توجيهياً .. و يطرح “دكتور دي” صورة لمعاناة فنانين الراب الذين يحاولون تقنين اوضاعهم رسمياً فتمنحهم نقابة المهن الموسيقية صفة “مونولوجست” !
اما عن فكرة تشكيل نقابة موازية يقول “انسي” ان هذة محاولات تشكيل نقابة مستقلة لمغنيين الفن المستقل في مصر باءت جميعها بالفشل لافتقاد شريحة كبيرة من هؤلاء الفنانين للوعي الكافي بضرورة و دور هذة النقابة و ما قد تحققه لهم من مكتسبات معنوية و مادية في المستقبل .
و اخيرا يختتم “حجازي” الكلام بتوجيه رسالة لكل ام شهيد مصرية بمناسبة عيد الام .. ( كل سنة و انتي طيبة يا ام الشهيد , و احنا كلنا ولادك , لانه لولا دم ابنك مكناش عرفنا نتكلم و نقدم فننا للناس بالشكل المطلوب ).